السبت، 26 يوليو 2014

سَكَن

أنت دائما تنتظر شيئا ما ، حتى حينما تصل، تبحث عما يمكن أن ننتظره و يحيي فيك هذا الحنين إليه من جديد. بالمقابل كل ما تآلفت معه و ما تشك في كثير من الأحيان إن كان حقا أمامك أم أنها صور داخلية انغمست في شبكية عينك و تأتي دوما من داخلك ، كل ما تظن أنه موجود دائما و أنك قادر دوما أن تنحيه دون أن تخسره ، هذا بالتحديد ما ستتفاجأ كلما فقدت شيئا منه كم تفقد من نفسك ، من شيء شكلك وجعل منك بشريا "يملك" شيئا و يتكئ عليه .
أنت فقير جدا كلما ظننت أن هناك شيئا ما يجب دوما أن تلاحقه دون أن تلتفت قليلا لما بين جنبيك .
البارحة أحيينا الليلة في بيت جدي-رحمه الله- جميعنا ، لم أشعر يوما بأن الحياة يمكن أن تحتمل بهذا الشكل ، أو كم من الممكن أن تكون حيا ، أو كم فقدنا بعد رحيله من بيننا وكم تفتقده هذه الألفة و هذا الجمال ، إلا حينما بحثت قليلا عن نفسي بين ما اعتدت عليه دوما ؛ العائلة .
نحن ننسى كثيرا بأن هذا المكان يمكن أن يكون ودودا لو أننا لا نتجاوز ما يمنحنا نبعا ثابتا ، هذا الذي لا يتخطانا ولكننا دوما نتخطاه .
حاصله : الحمدلله ..

هناك تعليق واحد:

  1. أن ذاكرة المكان و الزمان قابعة في روحنا لا تغادره البته الا بمغادرة الروح ، نحن أطفال و ان كبرنا نتعلق بما فقدنا هكذا هي طبيعتنا تربينا على ذلك ، تشاركت في يوم من الأيام أنا و ظل صديقي تشاركنا الأحلام و الاوهام و شاركته اعز ما أملك غادر كل شيء و مات كل شيء و بقي ظل صديقي و ذكرياتي بين دفتي كتاب .
    أن تأثير المكان يدفع الدموع للخروج من بحر العيون كثيرة هي الاحداث عند الأطفال لا ينسون شيئا و نحن كذلك دمتي طفلة بكل ود .

    ردحذف