الأربعاء، 17 أكتوبر 2012




الشّهيد ماضٍ في دربِه ، الطّريد ما زال يحاول عبور الأسلاك التي تتسلّق جسده عُنوة ، كالغربةِ
امّ المعتقل ما زالت ترى جميع رفاقه يشبهونه ، أم الشّهيد تبحث عن ابنها خلف الصورة ،لعله خرج مازحاً
صبيّة المفقود تتذكّر آخر كلامه : إن سبقتك إلى السّماء فلأهيّئ لك الأجمل" ... وتشيب كلما فكّرت باحتمالية عدمِ دخول الجنة و لحاقها به.

بائع الخبز ، ما زالت خميرته تنتظر رغيفا صباحياً يقطع الاب من أجله كل الموت بين بنايتين ولا ينجو، ولا يصل الخبز

مكملين ،مكملين نحنا . ولو استحالت طريقة الحياة إلى اصطيادها من الفوّهة ،ولا شيء الا الفوّهة

#مكملين

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012



وابتسمت بكلّ الثّكل بداخلك لمارٍّ فضوليّ مستغربٍ من منظركِ ،
وأنت الهازئة كالطفلة التي ما زالت تتأرجح على حواف السور بداخلك غير عابئة بأي شيء..تكملين الطريق مذعورة بريبةِ القذيفة من الشهيد الكاشف صدره. و بكلّ عبثيتها .

صحراء نبتت عبثاً في واحة القلب ، و عليك أن تحيَي و أن تحيَي برغم ألف ذبحة تمرّر في صدرك يومياً ، و ان تعيدي خلق أصابعك مرة بعد أخرى كلما بُترت و هي تعبث برياح الفضوليّين لتلهيهم ع
ن غصّة مكلومة . بلا صوت بلا رائحة . مرئيّة.
في قِدرٍ من الخيبات ، يُطهى هذا الوجه ..و يستيقظ كل صباح رغماً عنه بعد كل وهنٍ و ليل طويل طويل و وحشة ذابحة و صرخاتٍ مبحوحة اغتصابات المجهول و انهيارات الأسئلة الباحثة عن اي ايماءة من المعنى .
 

الشّهيد ماضٍ في دربِه ، الطّريد ما زال يحاول عبور الأسلاك التي تتسلّق جسده عُنوة ، كالغربةِ
امّ المعتقل ما زالت ترى جميع رفاقه يشبهونه ، أم الشّهيد تبحث عن ابنها خلف الصورة ،لعله خرج مازحاً
صبيّة المفقود تتذكّر آخر كلامه : إن سبقتك إلى السّماء فلأهيّئ لك الأجمل" ... وتشيب كلما فكّرت باحتمالية عدمِ دخول الجنة و لحاقها به.

مجتمع الجامعة أيضاً ، على الصعيد الآخر ما زالوا يتحدثون بأنسب اوقات الدراسة و أسوء العلامات التي نلنها و اكثر المواقف احراجاً . عامل النظافة ما زالت تطارده قذارة هذه الدنيا ، سائق التكسي ما زال يسمع معتوهاً كالوكيل.
الشارع يمرّر على جسده كل الضجيج الذي لا ينتهي ،بلا اي قدرة على ايقافه
الغائب يبعث لكِ بان كوني بخير، كلا الحُسنَين ، خير ..
وصديقتك تصمت ،وتكمل المسير معك.
و لحظة جوفاء من كلّ شيء إلا ذباب الرأس بين كل هذا الضجيج ، كفيلة بأرجحتك على حافة الجنون ،و اليقظة .

فتختارين المضيّ مجنونة إلى آخر هذا الطريق ، حاملة رحْلَ الذاكرة ، بلا سيقان ، جوفاء إلا من الضحك المثكول ، والحنين إلى الغياب ،و جَنينٍ نُفِخَ في روحك منذ الأزل، يشبه إلى حدّ ما :الوطن .
لانّك ، كما هوَ ، برغم ألف وجع يدق النوافذ كل فجر ..خلقتِ و خُلق للبهجة ...
 

ويا وطنّا و يا غالي ..